حان الوقت لـ"خروج قانون الرياضة" للنور

 

الأولتراس تم تسيسهم لمنافع شخصية.. والأهلي "نافقهم"

 

الرياضة تُصلح ما أفسدته السياسة

 

اعترضت على عدم وجود خبير رياضي في لجنة الخمسين

اجري الحوار: أحمد الشايب

عدسة: إبراهيم صبحي

تثير تساؤلات واستفسارات عديدة لدي الرياضيين في مصر حاليًا, تزامنًا من بدء لجنة الخمسين لتعديل الدستور، ما هي مطالب الرياضيين في الدستور القادم، وما علاقة الرياضة بالسياسة وأهم التعديلات التى يجب إدخالها على لائحة الاتحادات الرياضية والأندية,  لذا حرصت "زهرة التحرير" على محاورة الخبير العالمي الدكتور مسعد عويس, نقيب الرياضيين السابق، ورئيس جهاز الرياضة السابق، والأستاذ الجامعي وعضو المنظمات الدولية المتخصصة في مجالات الشباب والرياضية, ليجيب على هذه التساؤلات.. وإلى نص الحوار..

بداية ما رأيك في تولي الكابتن طاهر أبو زيد حقيبة وزارة الرياضة؟

الكابتن طاهر أبو زيد عينه رئيس الوزراء الحالي الدكتور حازم الببلاوي، ولكن حقيقة لا أهتم بأسماء أكثر من اهتمامي بمواصفاته وخبرته في مجال الرياضة، ومن هذا المنطلق لابد أن يعمل الوزير من خلال استراتيجية حكيمة للرياضة، حيث يقوم الوزير بالاستعانة بالقيادات المهنية في جميع مجال الرياضة.

كيف تُقيم المدة التي قضاها طاهر أبو زيد في الوزارة؟

لم يُختبر حتى الآن.

ما القضايا التي يجب أن يتبناها الوزير في المرحلة القادمة؟

لابد أن يعلن الوزير قريبًا عن مؤتمر خاص لتحديد أهداف الرياضة, والتأكيد على أنها حق للشعب, وحماية للمصريين، بالإضافة إلى أنه لابد على كل مسئول يتولى منصب معين أن يقوم باستشارة المتخصصين في مجالات الرياضة المختلفة، ومن الأفضل أن يكون رئيس مجلس الوزراء هو رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لأن وزارة الشباب والرياضة مرتبطة بجميع الوزارات وتدخل فيهم كالبيئة والصحة والتعليم وغيرهم.

متى يخرج القانون الرياضي للنور؟

القانون الرياضي تعمل به الرياضة منذ عام 1975 لأكثر من 38 سنة ولم يتغير، وهذا خطير جدًا, حيث إن العالم أجمع قام بتحديث القوانين الرياضية الخاصة به ما عدا مصر، وعليه يجب على وزارة الرياضة عقد لقاء مجتمعي شامل يضم قادة العلم والاجتماع والثقافة والرياضة, لكي يضعوا استراتيجية شاملة للرياضة, وليشاركوا في تطبيقها وتنفيذها في ضوء احتياجات البلد, وفي ضوء المتغيرات العالمية, حتى يواكبوا التقدم الرياضي العالمي, ويتعاونوا لنشر الرياضة للجميع، لكي ننهض بالرياضة المصرية ونفخر بها على المستوى العالمي.

الأولتراس لغز غامض خاصة بعد مواقفه السياسية.. ما تعليقك؟

الأولتراس في الفترة الأخيرة احتار النقاد في توصيفهم، ففى الأونة الأخيرة تحول الأولتراس من جماهير تشجع فريقها إلى جماعة تدعو إلى العنف، واخشي أن يكون تم تسييسهم واستغلالهم من أجل مصلحة ومنفعة شخصية، فهل يعقل أن يقتحموا مؤتمر وزير الرياضة السابق بهذه الوحشية، بالإضافة إلى الشماريخ والسب والقذف لبعض الشخصيات، كل هذه أمور مرفوض والروح الرياضية منها بريئة.

وما السبب الذي أدى إلى ذلك؟

 بسبب غياب القدوة الرياضية والمثل الأعلى للشباب, فبحثوا عن قدوة خارج مصر, وبالتالي اتجهوا إلى الخارج وبدأوا في تقليد الأولتراس المتواجدين في العالم بخيرهم وشرهم، وهذا أمر مؤسف, لأن الرياضة يجب أن تكون من أجل المواطنة, وأجل حب مصر.

كيف نخرج من هذه المعضلة؟

أرجو أن يتم عمل مناقشة جماعية برعاية وزير الشباب، ونقوم بمناقشة موضوع الاولتراس في مصر, ونستضيف علماء النفس وعلماء الاجتماع والتربية, لكي نعلم ما هي توجهات الأولتراس, ولما تتبنى هذه الأفكار السلبية، ولنضع خريطة نمشي عليها, لأن كل شخص له واجباته وحقوقه، فليس من حقي أن اعتدى على حريات الآخرين سواء كان بالكلام أم بالهتاف أو رفع البانرات المسيئة لبعض الأشخاص.

برأيك لما لم تتخذ إدارة الأهلي قرارا حاسما ضد الأولتراس نتيجة لما فعلوه في آخر مباراة في إفريقيا؟

بالطبع أخطئت الإدارة في التعامل مع هذا الموقف الخطير, والذي بسببه من الممكن أن يخسر الأهلي نقاط المباراة الثلاثة, إذا تقدم الفريق المنافس بشكوى رسمية إلى الفيفا، وبالتالي لقد نافقت الإدارة جماهير الأولتراس حيث إنها فقدت السيطرة على جماهيرها, وذلك عن طريق التربية والتوجيه الإيجابي نحو جماهيرها.

متى يتم إنتاج مشروع البطل الاولمبي في مصر؟

كانت الجهات المختصة تختار البطل الأولمبي من عشرين شخصًا فقط، حيث يقوموا بتدريبهم ودفع أموال طائلة في تأهيلهم, ولكن دون جدوى، وذلك لأننا نختار من قاعدة قليلة ومن شريحة معينة، ولذلك إذا أردنا أن ننتج مشروع البطل الاولمبي المصري, لابد أن نتوسع في القاعدة التي نختار منها, بالإضافة إلى النظر إلى المواصفات العالمية, وليس الاختيار بعشوائية كما كان يفعل في السابق.

ما التعديلات التي يجب إدخالها على لائحة الاتحادات والأندية؟

الرياضة أصبحت احتراف في كل دول العالم وفي مصر بالأخص، وعلى مستوي الإدارات والأندية,  ليس مرغوبا وليس مطلوبا أن نقوم بانتخاب أشخاص هواة يضروا الرياضة، ولكن ذلك يتعارض مع الديمقراطية التي تتيحها اللائحات والقوانين الرياضة, حيث إنه يحق لكل شخص التقدم لرئاسة نادي أو اتحاد حتى ولو لم يكن متخصصا، بالإضافة إلى أن المشكلة التي تواجه الأندية والاتحادات حاليًا هي موضوع مدة رئاسة النادي أو الإتحاد, فمن الممكن أن يظل الشخص في منصب رئاسة النادي لمدة 20 عامًا وهذا خطًا كبير، وعلى مستوي اللاعبين نري أن اللاعبين يعتبرون الرياضة عملا ثانويا.

ما الحل؟

على الشخص غير المتخصص الذي يفوز بمقعد معين, سواء أكان في الأندية أو الاتحادات أن يقوم بترشيح أشخاص وقيادات مهنية في كل مجالات الرياضة، وعن مدة رئاسة النادي أو الإتحاد يجب أن يتم العمل بقانون اقترحته منذ أكثر من سنين يسمى بـ"التغيير النصفي", أي يقوم النادي بانتخاب نصف عدد الأعضاء, ويقوم بتبديلهم بالنصف الثاني في المدة الواحدة، بالإضافة إلى أن اللاعب الرياضي لابد أن بتفرغ 24 ساعة للعمل الرياضي.

ما رأيك في إدارة ناديي الأهلي والزمالك؟

للأسف الشديد أصبحت إدارات أندية الأهلي والزمالك تهدف إلى الربح والمنفعة الشخصية أكثر من المصلحة العامة، ولذا أطلق عليهم حزبي الأهلي والزمالك، ويجب على للوائح هذه الأندية أن توضح هذا الأمر مستقبلًا.

من الأجدر بالفوز بانتخابات رئاسة نادي الزمالك القادمة؟

لا أرشح شخصًا بعينه، بل اترك لأعضاء مجلس الإدارة لكي يختاروا، ولكن لابد أن تكون الانتخابات نزيهة ومعلنة.

كيف تري وضع الرياضة في لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟

اعترضت تماما عن عدم ضم عضو في لجنة الخمسين لتعديل الدستور من خبراء الرياضة, لأن هذا يعد تقصيرًا ويجب تداركه فورًا لأهمية العنصر الهام في حياتنا، ولابد أن يتضمن الدستور القادم مادة مهمة, مثل تكفل الدولة حق ممارسة الرياضة لكل أعضاء دون استثناء بالمجان وتقوم كافة المؤسسات بكفالة التطبيق لهذا الحق.

وماذا عن دور الرياضيين في هذه المرحلة؟

أناشد كل الرياضيين بأن يتعاونوا من أجل توصيل هذه المادة إلى لجنة الدستور حتى يتم تفعيلها وتطبيقها حتى يظهر الدستور بصورة عصرية تواكب العصر الحديث والتطور الرياضي العالمي.

برأيك ما هي أهمية هذه المادة لكي تُوضع في الدستور القادم؟

يجب وجود مادة صريحة في الدستور القادم تتلخص في خمس نقاط، الرياضة من أجل الصحة, وتوفر على المجتمع مليارات من المصروفات في المحافظة على الصحة ودرء الأمراض، الرياضة مصدر بهجة لأعضاء المجتمع باللعب النظيف, وإرساء منهج الروح الرياضية, ومكافحة الشغب بكل أنواعه، الرياضة تسهم في زيادة الإنتاج كما أكدت الدراسات والبحوث، ممارسة الرياضة للجميع تسهم في انتقاء الأبطال في كافة الألعاب الفردية والاجتماعية, وترشيحهم للمشاركة في المنافسات الدولية، تسهم في دعم المجرب الوطني, الذي أثبت دائمًا أنه أهل لتدريب أبطال مصر على كافة المستويات، وجود مادة صريحة في الدستور تساهم في التعاون بين أبناء الوطن الواحد في مصر والدول العربية والإفريقية والأوربية.

هل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة؟

علاقة السياسة بالرياضة علاقة وطيدة فهم وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن تستغني السياسة عن الرياضة، لأن الرياضة تستطيع أن تصلح ما أفسدته السياسة، بمعنى أن العلاقات لو ساءت بين مصر ودولة ما, تستطيع الرياضة أن تستعيد العلاقات الحميمة مرة أخرى، والرياضة تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي للدول, بدليل تهافت جميع دول العالم على استضافة مونديال كأس العام، بل من الممكن أن نقول أن السياسة تسعى لكي تستفيد من النشاط الرياضي في مصر والعالم.