بقلم عزمى مجاهد:

لاشك أن الجميع يتفق معى على أن الوزير طاهر أبوزيد يستحق الإشادة والتحية على دعمه لصندوق الاقتصاد المصرى بما يزيد عن ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه ، قيمة الاشتراك فى بطولة الفرانكفون الأفريقية المقرر إقامتها فى فرنسا غدا الجمعة وذلك بعد الخلافات التى شهدتها اللجنة الأوليمبية وأيضا توفيرا للنفقات فى وقت تحتاج فيه مصر الى كل جنيه للخروج من الأزمة الاقتصادية ، خاصة أن هذه البطولة لن تضيف جديدا للرياضة المصرية.
وأتمنى عندما تبدأ بطولة الكأس فى أكتوبر المقبل تكون الأمور قد هدأت تماما ً، ويبدأ الجمهور فى العودة إلى الملاعب ليبث الروح والحماس بل والحياة فى المباريات ، ليكون هناك مجالا للدعوة إلى تخصيص نسبة من دخل المباريات لصندوق دعم اقتصاد مصر ، وكلى ثقة أن كل الأندية سترحب بهذه المبادرة لأن الجميع يتمنى الخير لمصر ، وجمهور الكرة الذى هو جزء أصيل من الشعب المصرى لن يبخل بدعم اقتصاد بلده بكل مايستطيع ، ولكى تنتقل الدعوة إلى الفنانين ليعبروا عن حبهم للوطن عمليا بعد أن شبعنا أغانى فى حب مصر.
** مصر تعيش حالة استثنائية وتمر بظروف غير طبيعية منذ ثورة 25 ‬يناير 2011‮.. ‬والتى تسربت من بين أيادى الشباب بفعل فاعل‮ ، ولم تكن صحوة 30 ‬يونيو الماضى إلا ثورة جديدة جاءت لتقلب كل الأوضاع رأسا على عقب بعد أن تولى الأسوأ دفة القيادة فى تجربة أكدت قدرة الشعب المصرى على رفض من يسعون إلى تكميم أفواهه ، ‬ووضحت أصالة الشعب المصرى فى مقاومته للغمة التى ضربت البلاد طولا وعرضا وصمد وانتصر مع قواته المسلحة وجهاز الشرطة الذى عاد لخدمة الشعب وتأمينه‮.. ‬فنحن شعب طيب القلب وقريب من الله سبحانه وتعالى ‮، ‬ومن الممكن أن يتغاضى عن مآس عديدة ويستطيع عبور آلامه سريعا وله نظرة ثاقبة فى كل مايجرى حوله‮ ، ‬بطبيعته التى جعلته حضنا وحصنا لكل الأشقاء العرب فإنه لايفرط في كرامته قيد أنملة وعلي استعداد تام لخسارة أى شيء فى سبيل الحفاظ على الكرامة والعزة وباستطاعته التصدى وبقوة لأى مواجهة في سبيلها‮.. ‬وقد شعرنا جميعا بمدى حب ووفاء الأشقاء العرب فى عدد من الدول عندما تسابقوا وتنافسوا في دعم الشعب المصرى وتأييده فى كل مواقفه الأخيرة ‮.. ‬وتحول هذا الدعم والتأييد من صيغة الأقوال إلى الأفعال والتي تلتها نتائج جيدة بتحويل ‮المليارات لدعم مسيرة الشعب المصرى والذى تقدم بالشكر إلى الأشقاء العرب‮ ، وهى ليست المرة الأولى أو الأخيرة التى ينحاز فيها الأشقاء العرب للشعب المصرى والذى وقف طويلا وراء تلك الدول حتي ثبتت موقفها على العالم كله‮.. ‬ومصر تقف دائما موقف المدافع الأول فى مواجهة أى اعتداء خارجي علي تلك الدول‮ ، ‬والمصريون هم دائما حراس للمنطقة العربية‮ ، ‬وهذا قدر ومسئولية حتمية علينا‮ ، لان الدم العربى واحد وأن الدين واللغة واحدة وأنهما أقوى رباط بين الأشقاء وأن ماقدمته مصر تجاه هذه الدول واجباً وليس منة وهم يقدمون الآن واجبهم تجاه مصر الشقيقة الكبرى.