راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

هل يصبر الشعب علي المشير السيسى ؟ !

 

عبد-الفتاح-السيسى

 

بقلم : جمال على

هل هناك مرشح للرئاسة آخر بخلاف السيسي محل توافق ولا نقول يحظي بدعم الأغلبية, سواء في معسكر القوي الثورية أو اليسارية أو المدنية أو الاسلام السياسي وهنا الغالبية تقول: لن نعيد التجربة الماضية, بل سوف نتوافق علي مرشح معه الآن وليس بعد انطلاق السباق الرئاسي, كما أن الظروف لم تعد تسمح بأن نعيد تجربة التدريب علي الحكم بعد تولي المنصب, فالظرف دقيق ويحتاج الي خبرة ناجحة, كما أن التحدي لا يمكن مواجهته بوجوه تملك الحناجر ولا تحسن التدبير, بل برءوس باردة وعقول يقظة وليس مجرد عواطف متأججة, ويقول البعض: إن هذا الرجل المؤتمن جاء ليحمي الثورة لا أن يحكم ولا أن يستحوذ علي السلطة.
فقد اختار السيسي بعد عناء طويل مرشحه المفضل للرئاسة لأسباب جوهرية وليست عاطفية أبرزها: إن اصراره علي وضع السيسي في قصر الرئاسة تجسيد لاستقلال قراره في اختيار الموظف الأعلي في البلاد, واذا كان البعض يهدد السيسي بأن أمريكا لن تتركه.. مثلما قال مرسي له من قبل ـ فإنه يسعده أن يختار رئيسا لا يستمد أوامره ولا شرعيته إلا من شعبه, وإذا كان هناك أحد يهتم بصورته في الغرب فإن الشعب يريد مرشحا يهتم أكثر بصورته لديه هو, وأن يتحسب وأن يهتم بما يريد وما يكره, كما أن أهم أسباب الاختيار أن الغالبية من الشعب تدرك أن الرجل يؤمن ـ عن يقين ـ بأن الشعب ناضج بل قادر علي الديمقراطية و ثمن الاختيار وأيضا تصحيح المسار فقد أنهي بيسر دولة الفساد ودولة الظلام؟! ومن طرف بعيد يشعر المصريون بأن السيسي رجلهم لأنه تفوق في لعبة الذكاء والخداع علي أجهزة المخابرات الأمريكية الغربية, وتفوق علي ساسة تركيا وقطر,
وفي المقابل يرد الناس اليس من اؤتمن علي الثورة بات جزءا منها, وكيف يمكن أن يأتمن الشعب شخصا علي الثورة ولا يأتمنه علي الحكم! إلا أن الحجة الوحيدة الوجيهة هي: إن الاصرار علي السيسي وحده يصور مصر وكأنها بلد عقيم, وليس بلدا ولادة تتمتع بالكثير من القادرين.
وأحسب أن أصحاب هذا الرأي علي صواب, ولكن الرد هو أن الشعب ـ في غالبية ـ أمعن النظر فيما هو معروض عليه, واختار لأسباب عدة المشير السيسي بوصفه الأقدر لتأدية المهمة وهنا لابد من ملاحظة أننا أمام شعب بات أكثر ثقة بنفسه, ولم يعد يخشي معه المجيء برؤساء أو الوقوع في غرام البرادعي أو شفيق أو صباحي.. وغيرهم.. مادام أنه قادر علي أن ينزلهم عن عرش قبله, أو يخفض من رصيدهم لديه أو يطيح بهم تماما من كرسي الحكم بعدما نفد رصيدهم لديه وهنا فإن علي الجميع أن يدرك أن رضا الشعب هو الأمن الحقيقي, وأن شرعية الانجاز هي القابلة للحياة والاستمرار, وأن حكم الحمقي و الطغاة لا يدوم, وأن الديمقراطية التي لا تحقق مطالب الشعب وأمانيه المشروعة لا يمكن لها البقاء, وأن الزعماء الشعبيين لن يستمروا طويلا بل الزعماء أصحاب الرؤية والشعبية فقط هم القادرون علي الانجاز ومن ثم البقاء!.
ويبقي أن المشير عبدالفتاح السيسي يدرك أن الحكم بأي ثمن وصفة قاتلة, كما أنه بفطنته وخبرته يعرف أنه محاصر بالدولة العميقة و دولة المرشد فمازال هناك كثير من الحالمين بعودة المرشد والجماعة, كما أن جماعات المصالح القوية تحن بقوة لعودة دولة الاقلية المحظوظة والأغلبية المحرومة وأذا كان البعض يعتقد أن الدولة العميقة قد رحلت أو دولة المرشد قد تراجعت فهو واهم ولقد بات مطلوبا وبشدة أن يطرح السيسي رؤيته لمصر المستقبل بعيدا عن أوضاع لا يمكن لها أن تستمر, وأن يتخفف من حقائب الماضي الثقيلة سواء بالسياسات الفاشلة والظالمة أو الأيادي المرتعشة أو الوجوه الكريهة لقد بات عليه أن ينسج توافقا وطنيا حول شكل الدولة المنشودة, وأن يجد طريقا لانهاء حالة الاحتقان, وأن يعطي المثل في التواصل مع من لم تتلطخ يده بالدماء أو يحرض علي العنف, وأن يعمل مع القوي الوطنية المخلصة ليكون العامل الشعبي عاملا مساعدا لا معوقا في لعبة السلطة وأن تجتهد النخبة مع الفريق السياسي للاجابة عن السؤال الأصعب: هل يصبر الشعب علي المشير السيسى  ؟  !

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register